أنا فتاة ابلغ من العمر 27 سنة ..
بدأت بسماع الأغاني وأنا في سن الـ 13 سنة..
بدأت أولاً بسماع الأغاني عن طريق الراديو، ثم كنت أسرق من أمي اشرطة دينية لأسجل عليها الأغاني لأني كنت صغيرة
وأهلي لا يسمحون لي بالذهاب إلي المحلات لاقتنائها ..
توفي والدي - و كان ضريراَ - رحمه الله..
و كان عندما يريد قراءة القرآن أو سماع الأحاديث أو قراءة الكتب يجعل أخي الكبير يقرأ له ويسجل كلامه في أشرطة ويحتفظ
بها ليسمعها وقتما أراد..
وكانت هذه الاشرطة بمثابة إرث لأمي تستمع إليها عندما تشتاق لوالدي ..
وأنا كنت أسرقها منها لأسجل عليها الأغاني ..
تبحث عن صوت أبي ولا تجد إلا صوت فنانين ساقطين؟؟؟
هل تحسّونَ بما تحسُّ به أمي؟؟
أراكم تشعرون بذلك الإحساس !!
لله دّرها .. لم ترفع صوتها علي ولم تؤنبني قط !!! إنما رفعت كفاها لله تدعوه بان يشفيني من هذا المرض ..
طبعا تطورت عندي الحالة عندما بلغت سن الـ 18 وأصبحت أذهب للمحلات بنفسي لشراء الأغاني لدرجة أن أصحاب محلات
الأغاني اصبحوا يعرفونني وأصبحوا يهدونني صور الفنانيين لأُّزين بها حجرتي..
ثم تطورت الحالة وأصبحت أحمّل الأغاني من الانترنت ....
وهنا دخلت في غفلة ليس بعدها غفلة ..
أولاً جدران غرفتي بالكامل أصبحت وجوه فنانيين وفنانات..
قبل أن أنهض من فراشي أشغل المسجل أو الكمبيوتر حتى قبل ان أغسل وجهي !!
أقضي اليوم كله في حجرتي بين الأغاني!!!
وإذا خرجت من البيت أشغل الأغاني في السيارة !!
وإذا جاء وقت نومي أضع السماعات في أذني وأشغل المسجل ولا احس بنفسي إلا و أنا نائمة !!
نومي لم يكن طبيعي ولا مريح ..
فكنت كل يوم أحلم بأن يوم القيامة أتى فأنهض خائفة وعندما أعلم أنه حلم أحمدالله لأنني لم أمت على هذه الحال ...
كما أنني أحلم بالجانّ كثيراً من كثرة ما استمع للاغاني ..
كما ان "الجاثوم" لا يتركني إلا نادراً
وللذين لا يعلمون ماهو"الجاثوم"؟
إنه شيطان يقف على صدرك فيمنعك عن الحركة والتنفس أثناء النوم ، ويستمر هذا الشعوربالكتمة و الضيقة بضع ثواني او
دقيقة ، ولكنه مخيفٌ جداً ومتعبٌ أيضاً ..
فأصبحت متعتادةً عليه وأصبح روتيناً بالنسبه لي ..
حتى في رمضان كنت افطر على تمرة بيدي و يدي الأخرى على زر المسجل أنتظر الآذان لكي أفتح الأغاني و أشعر و كأنني
مثل المدخنين بمجرد سماعهم للآذان يشعلون سيجارتهم !!!
استمرت غفلتي لسنوات ..
وكنت أعلم أنني مخطئة ولو متٌّ فإني هالكة ولكنني أضعف من أن أقاوم هذا الشعور بالرغبة في المعصية ..
ولكن قبل 3 سنوات وبالتحديد في شهر رمضان كانت بدايتي ...
قلت في نفسي لما لا أجرب الصوم عن الأغاني كل رمضان كما أنني أصوم عن الأكل؟؟
وعندما ينتهي رمضان أعود إليها ....
وفعلا قاومت وقاومت .. في بعض الأوقات كنت أضعف ولكنني سرعان ما أغلق الأغنية فضميري كان يؤنبني...
إلى أن انتهى رمضان وكنت قد حققت نجاحاً مبهراً بالنسبة لي و لله الحمد ....
لكنني سرعان ما عدت إلى الأغاني مرةً أخرى ، ولكن هنا بدأ مشوار هدايتي ولله الحمد
فبعد أن تركت الأغاني في رمضان أحسست بشعورٍ غريب !!
شعورٌ بالطمأنينةِ لم أكن أعرفه سابقاً كنت أستمع إلى وصفه من خلال ما يصفهأصحاب الكتب والمحاضرات والبروشورات التي
تنصح بالإبتعاد عن الغاء ، ولكنني لم أكن أصدقهم بل كنت أستخفُّ بهم وأقول هل من المعقول أن ترك الأغاني يدخل
الطمأنينة في القلب؟؟
ولكنني بعد التجربة نعم ، أجزم على ذلك ...
لم أعد أحلم بتلك الكوابيس .. ولم أعد أرى يوم القيامة ...
بل لم أعد أخاف كما في السابق .. والأغرب أن "الجاثوم" تركني كل رمضان؟؟؟
وعندما عدت الى الأغاني عدت مُكرهةً..
لقد أعجبني شعوري عندما تركتها ، ولكن الشيطان - والعياذ بالله - أقوى مني فقد حشى عقلي إلى أن استسلمت له ...
ولكنني ما زالت لم انسى ذلك الشعور الجميل .. نعم ما أجمله من شعور!!
هنا بدأت قليلاً قليلاً ...
مثلاً كنت أستمع إلى الأغاني عندما أكون مع صديقاتي فقط ، وعندما أكون لوحدي لا أسمعها - اي انني انقصتها كما يفعل
المدخنين - ..
في السابق كنت أسمعها بما يعادل 14 ساعة يومياً ، وأصبحت أسمعها 4 ساعات مثلاً ..
ثم حاولت أن لا اسمعها قبل النوم لتجنبني الأحلام المزعجة ..
ثم بدأت قليلاً قليلاً بحرق الأغاني التي لا احبها أبداً ..
ولم يتبقى لدي الا بعض الاشرطه التي لا تتعدى الـ 10...
ولكنني ما زلت استمع اليها ..
فقرأت موضوعاً على شبكة الانترنت يقول إن القرآن والغناء لا يجتمعان في القلب ،
ففرحت وكأن الفكرة جاءت الي ....
نعم أحفظ القرآن .. نعم هذا ما أريد ..
لمَ لا ؟؟ غيري حفظه لما لا أستطيع انا؟؟
ففي نفس اللحظة تركت الأغاني وبدأت بحفظ كتاب الله
ولكن الشيطان يصبح يخدعني في هذه اللحظات فبدأ بتعجيزي عن الحفظ و تثبيط همتّي ..
فيقنعني انني لا استطيع حفظه لانه كثير وصعب ولا يجوز الخطأ فيه وانه من المستحيل علي ان احفظه على الرغم من
انني احفظ آلالاف الأغاني و الله المستعان ..
و استمعت اليه وتركت حفظ كتاب الله ولكنه لم يتمكن مني تماما ، فصحيح اني تركت كتاب الله ولكني لم اعد إلى الأغاني..
فقررت أن أترك أي أغنية أو متابعة أي قناة تبثٌّ الأغاني وأن احذفها وأن أرمي كل الأشرطة وألجأ الى الله بالدعاء ...
وفعلاً إلى هذا اليوم لم أستمع لأي أغنية ولله الحمد ..
وذلك من فضل ربي ثم بفضل دعاء أمي ودعائي لنفسي بأن يبعدني عن كل ما يغضبه ..
وفعلاً تركت الأغاني للأبد بإذن الله وعُدتُ إلى حفظ القرآن ...
والآن أنا في صدد ختم سورة البقرة حفظاً والحمدلله ...
الكوابيس اختفت...
أحلامي بيوم القيامة توقفت نهائياً ..
"الجاثوم" اختفى تماماً..
أُحسُّ بطمأنينةٍ تملأ قلبي و كياني ، أتمنى من كلُّ مسلمٍ ومسلمةٍ أن يجربها ..
وتذكروا أنَّ "من ترك شيئاً لله عوضّه الله خيراً منه"
لقد وعد الله ، ووعد الله حق فلقد تركتُ الاغاني لوجهه سبحانه فعوضني الله بسهوله حفظ كتابه بفضله و منته ..
والله اني لم أتخيل يوما بأن احفظ سوره البقرة !!
تلك السورة المتشابهة الطويلة التي تحتوي على جزءان ونصف
والآن أنا بصدد ختمها إن شاء الله ..
جربوا أن تعيشوا بلا أغاني لمدة شهر وستحسون قطعاً بطمأنينة لم تحسوا بها في حياتكم ..
والله اني أنصحكم لأنفسكم لا أريد منك جزاءً ولا شكوراً..
ولا تسون إخواني وأخواتي الدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء..
منقوووووووووووووووووووووووووووووووول
يلا ادعولي ولكل شاب اوشابه تسمع الاغاني