أكثر ما يلفت الأنظار في شوارع المدينة هذه الأيام منذ دخول أول يوم بإجازة الطلاب منظر السيارات "المشرعة" أي المزينة بالورود والزينة والألوان المتنوعة، التي تجوب شوارع المدينة بمنتهى الهدوء، وسط عدد من الأقرباء والأحبة والمعارف.
وبدا لافتا التطور في طريقة تزيين تلك المركبات حيث بات أسلوب الزخارف عن الأصباغ المتعددة الألوان موضة هذا العام، ومن النادر أن تمشي في طرقات المدينة بعد الثالثة بعد منتصف الليل دون أن ترى بعض من تلك المركبات المزينة.
يقول محمد غنيم الذي يعمل بمحل زهور الريف لتجهيز سيارات العرسان أن موضة هذا العام في التشريع هي الزخارف التي تتراوح أسعارها من 150 ريالا إلى 1200 ريال، إلا أن السائد هو أن يدفع الزبون 500 ريال كي تخرج مركبته بصورة رائعة. وأضاف أن الإجازة هذا العام قليلة جدا ومحصورة في شهر شعبان، حيث إن شهر رمضان عادة لا تتم به مراسم الزواج، مما يجعلنا في قلق من أن لا نحقق المكاسب المطلوبة، مشيرا إلى أن معدل السيارات المزينة خلال اليوم من مركبتين إلى ثلاث.
الشاب حمزة حسين لولو قال "تكفلت لأختي بـ"تشريع" السيارة التي ستقوم بزفافها ليلة فرحها بخلاف المتعارف عليه، حيث إن لها مكانه غالية لدي، ووجدتها فرصة كي أعبر لها عن هذه المكانة بتقديم مركبتي لتكون سيارة الزفاف في مثل هذا اليوم السعيد".
حامد الحربي قال لنا إنه بدأ بـ"تشريع" مركبته يوم أمس على طريقته، وقد اختار ألوانا مميزة مثل ليلة الزفاف، مضيفا أنه سيترك السيارة مزينة لمدة ثلاثة أيام حتى لا ينسى لحظات تلك الأيام، فيما خالف العريس عبدالرحمن الحازمي زميله في ضرورة تزيين السيارة، مؤكدا أن قيمة تزيين السيارة يمكن أن يدفعها مقابل جلسات جملية مع زوجته في عدد من المطاعم.
وبدا لافتا أن التزيين يغطي السيارة تماما، ولا يترك نافذة للعروس أن ترى ما يدور حولها في الشوارع منذ لحظة خروجها من صالة الفرح مع عريسها، حيث إنه لا توجد سوى فتحة بسيطة في الزجاج الأمامي للسائق، فيما لم يعد لأم العروس أي دور في الخروج مع ابنتها في تلك الليلة، حيث يأخذ العريس زوجته بدون أي فرد من أفراد عائلتها.
وقال الأخصائي الاجتماعي بالطب النفسي عماد رفاعي إنه لا بأس أن يعبر العريس عن شعوره بشكل حضاري دون أن يؤذي الأخرين، أو أن يضع المال بشكل مبالغ في غير مواضعه، حيث إنه يحتاج تلك المبالغ لصرفها في أمور أساسية، مضيفا أنه ومن الناحية النفسية يريد المرء أن يميز نفسه من خلال عدد من الأشياء التي من بينها الخروج بمركبة بألوان زاهية.